قصة شعار كيت كات وكيف جمع بين التغيير والحفاظ على طابعه المميز؟

30 أبريل 2025

قصة شعار كيت كات وكيف جمع بين التغيير والحفاظ على طابعه المميز؟

عندما تسمع اسم "كيت كات"، غالبًا ما يخطر في بالك طعم الشوكولاتة المقرمشة، وربما أيضًا شكل الغلاف الأحمر الشهير. لكن القليل يعرف أن قصة الشعار نفسه تحكي الكثير عن ذكاء العلامة التجارية في مواكبة التغيير مع الحفاظ على هويتها.
في هذا المقال، سنأخذك في جولة سريعة عبر تاريخ شعار كيت كات وكيف تمكن من البقاء رغم تغيرات السوق والذوق العام.

بداية شعار كيت كات

بدأت رحلة كيت كات عام 1935 في إنجلترا، وكان وقتها يحمل اسم "Rowntree’s Chocolate Crisp".

  • تصميم الثلاثينيات:
    • الشعار الأول كان بسيطًا وخاليًا من التعقيد، مكتوبًا بخط واضح يبرز اسم العلامة التجارية "Rowntree’s"، مع تركيز على المنتج نفسه "Chocolate Crisp". لم يكن التركيز على الهوية البصرية بقدر ما كان على تعريف المستهلك بالمنتج الجديد.

تطور شعار كيت كات عبر العقود

مع مرور السنوات، شهد الشعار عدة تغييرات مهمة، كل منها كان يعكس توجهات جديدة في التسويق والتصميم.

في الخمسينيات والستينيات

في بداية الخمسينيات اتخذت الشركة أحد القرارات المهمة، وكان ذلك القرار هو تغييراسم المنتج رسميًا ليكون "Kit Kat" بدلًا من "Rowntree’s Chocolate Crisp" . ومع هذا التغيير، بدأ الشعار يأخذ شكله الأقرب لما نعرفه اليوم:

  • خط عريض باللون الأبيض.
  • خلفية حمراء لافتة للنظر.
  • تصميم بسيط وسهل التذكر.

كان هذا التغيير استجابة لزيادة شعبية المنتج والحاجة إلى خلق هوية قوية ومستقلة له.

في الثمانينيات

مع تطور ثقافة الاستهلاك والإعلانات، خضع الشعار لتعديلات طفيفة جعلته أكثر وضوحًا وحداثة.

حافظ على العناصر الأساسية (اللون الأحمر والخط الأبيض)، لكنه أصبح أكثر توازنًا من ناحية التصميم، ليبدو أنيقًا في مختلف أنواع الحملات الإعلانية، سواء كانت مطبوعة اعلانية أو من خلال الشاشات الرقمية (التلفزيون).

شاهد أيضًا: كيف استطاعت ديتول الوصول إلى 16 مليار مشاهدة على تيك توك بحملة إبداعية؟

تطور الشعار مع الثقافات المحلية

لم يقتصر التطور على الشكل فقط. بل استطاعت كيت كات التكيف مع بعض الثقافات المحلية بطريقة ذكية وطبيعية.

على سبيل المثال في السوق الياباني، كان هناك تكيُف فريد من نوعه.

نظرًا لأن "كيت كات" يُشبه لفظيًا عبارة "Kitto Katsu" التي تعني "انتصار مؤكد"، استغلت العلامة هذا التشابه لتعزيز حضورها الثقافي.

وأصبح كيت كات في اليابان رمزًا للحظ الجيد، خاصة بين الطلاب خلال موسم الامتحانات، مما ساعد على تعميق العلاقة مع الجمهور المحلي بطريقة قريبة من القلب مرتبطة بتجاربهم اليومية.

المعاني وراء تصميم الشعار

تصميم شعار كيت كات، كما ذكرنا، كان بسيطًا ولكن وراء كل تفصيلة في الشعار، كان هناك تفكير مدروس مُحمل بالمعاني. فمثلاً إختيار الخطوط الجريئة والمستقيمة أعطى انطباعًا بالقوة والثقة. واختيار "Chocolate Crisp" كان جزءًا من الإستراتيجية لتوضيح نوع المنتج بشكل واضح وسهل الفهم. الخطوط المنحنية المستخدمة في كتابة "Rowntree's" أضافت لمسة من الأناقة والرقي، مما يعكس الالتزام بالجودة والابتكار

بينما اختيار اللون الأحمر الزاهي كخلفية كان يمثل القوة والطاقة، وهو ما يتماشى مع فكرة الوجبة الخفيفة الممتعة والمنشطة. كل هذه العناصر البصرية كانت تشجع المستهلكين على التفاعل مع المنتج وتحفيزهم على تجربته. كما أن استخدام الخطوط السميكة والجريئة كانت تعكس جودة المنتج، في حين أن الخطوط الخفيفة والأكثر دقة كانت تضيف لمسة من الدقة والفخامة.

هذا التوازن بين البساطة والتميز جعل الشعار سهل الحفظ والتمييز، وهو عامل أساسي في بناء علامة تجارية قوية تدوم عبر الأجيال.

  • بحسب تقرير صادر عن شركة Nestlé، يتم استهلاك أكثر من ٢٢ مليار إصبع كيت كات سنويًا حول العالم. هذا الرقم يعكس مدى الارتباط الكبير بين المستهلكين والشعار والمنتج معًا.

أشهر الحملات الدعائية التي استخدمت الشعار

لم يكن نجاح كيت كات قائمًا على التصميم وحده، بل أيضًا على حملات اعلانية ذكية. وكانت "Have a Break, Have a Kit Kat" التي أُطلقت في الستينيات من أشهر هذه الحملات. الفكرة كانت بسيطة وعميقة في نفس الوقت: كيت كات هو الاختيار المثالي لراحة قصيرة وسط اليوم.
هذه الحملة تحولت إلى رمز ثقافي حقيقي، وما زالت تستخدم حتى اليوم بشكل أو بآخر في مختلف أنحاء العالم. الرسالة كانت واضحة: المنتج ليس مجرد شوكولاتة، بل لحظة استراحة صغيرة تمنحك طاقة ومتعة.

يمكنك مشاهدة الإعلان من خلال هذا الرابط:

https://www.youtube.com/watch?v=Qas5wAEb4rc

في السنوات الأخيرة، اعتمدت كيت كات على مفاهيم أكثر تفاعلية مثل حملة "Kit Kat Chocolatory"، التي سلطت الضوء على تنوع النكهات وإمكانية تخصيص التجربة، مع التركيز على الراحة والاستمتاع، وهو ما يتماشى مع تصميم الشعار البسيط والجذاب.

قصة شعار كيت كات تعلمنا أن التغيير لا يعني دائمًا التخلي عن الهوية. بالعكس، أحيانًا التحديث الذكي والمستمر هو السر في بقاء العلامات التجارية حية في قلوب الناس.
لذلك لا تبحث عن التعقيد لمجرد لفت الانتباه. أحيانًا البساطة المدروسة مع التكرار الذكي تولد أثرًا أقوى بكثير. حافظ على جوهر علامتك، وكن مرنًا في طريقة تقديمها بما يناسب ثقافات وأسواق مختلفة، مما يجعله رمزًا خالدًا في عالم التسويق والإعلانات.

الأسئلة الشائعة

1- كيف تؤثر تغيرات الشعار على استراتيجية العلامة التجارية؟

تغييرات الشعار تساعد العلامة التجارية على التكيف مع الاتجاهات الحالية والجمهور المستهدف، دون التفريط في القيم الأساسية. بتحديث الشعار، تظل العلامة التجارية قادرة على جذب شرائح جديدة مع الحفاظ على ولاء الجمهور القديم.

2- هل يجب على الشركات دائمًا تغيير شعاراتها للبقاء محدثة؟

ليس بالضرورة. التغييرات في الشعار يجب أن تكون مدروسة وأن تتماشى مع تطورات السوق، لكن الشركات يمكن أن تبقى قوية بهوية ثابتة ما دام الشعار يعبّر بصدق عن قيمها ورؤيتها.

3- كيف يمكن للعلامات التجارية موازنة بين تحديث الشعار والحفاظ على تراثها؟

العلامات التجارية يجب أن توازن بين الحفاظ على العناصر البصرية التي تربطها بتاريخها وبين إضافة لمسات عصرية. يمكن تحقيق ذلك من خلال تحديث التفاصيل الصغيرة دون تغيير الجوهر، مثل تحديث الخطوط أو الألوان بشكل يظل مرتبطًا بالهوية الأصلية.

شاركنا رأيك

هل تعتقد أن التغييرات البسيطة في شعار كيت كات كانت ضرورية للحفاظ على مكانته، أم كان الأفضل لو ظل كما بدأ في الثلاثينيات؟

كاتب المقال

كاتب المقال

فريق ليرنن ديجيتال

اكتشف

لا تنتظر.. ابدأ رحلتك في التعلم مع ليرنن ديجيتال الآن!

  • كورسات تسويق الكترونيمزايا انضمام Learn n' Family
  •  اكاديمية تسويق الكترونياسترداد أموال بسهولة
  • كورسات تسويق الكتروني دعم 7/24 أيام
لا تنتظر.. ابدأ رحلتك في التعلم مع ليرنن ديجيتال الآن!