
استغلال الوقت رغم الأزمة العالمية
مع بداية جائحة كورونا، دخل العالم في حالة طوارئ غير مسبوقة. التوعية بغسل اليدين صارت من أهم طرق الوقاية، ولكن المشكلة كانت في كيفية إيصال هذه الرسالة للجمهور، خاصة فئة الشباب وصغار السن، من دون أسلوب تقليدي أو نبرة توجيهية صارمة. كانت العلامات التجارية بحاجة إلى ابتكار أساليب جديدة وغير تقليدية لنقل رسائلها في هذا الوقت الصعب.بالنسبة لديتول، كان التحدي أكبر من مجرد التوعية. كان الهدف هو تغيير السلوكيات اليومية للناس حول غسل اليدين بطريقة لا تشعرهم بالملل. ومن هنا جاءت فكرة الحملة التي أُطلقت على منصة تيك توك.
التوعية بلمسة خفيفة وأسلوب مباشر
ديتول اختارت أن تكون جزءًا من الحل، ليس فقط كمُطهر، ولكن اسم يلعب دورًا في التوعية المجتمعية. انطلقت الحملة من الهند، بالاعتماد على تحدٍ بسيط على تيك توك، وهو تطبيق يتمتع بشعبية كبيرة خاصة بين الشباب خاصةً في فترة كورونا.
كانت الحملة تتمحور حول فكرة أن غسل اليدين لا يجب أن يكون عملاً مملاً أو ثقيلًا. بل يمكن أن يصبح نشاطًا ممتعًا من خلال رقصة بسيطة تعبر عن خطوات غسل اليدين بطريقة مسلية. استخدمت الحملة:
- فلتر خاص يحمل هوية ديتول البصرية: جعل هذا الفلتر المستخدمين يشعرون بأنهم جزء من الحملة. لا تقتصر الفكرة على أن تكون مجرد إعلان، بل تصبح تجربة مرحة.
- أغنية قصيرة وجذابة تتعلق بغسل اليدين: أغاني تيك توك هي عنصر رئيسي في جذب الانتباه. اختارت ديتول أغنية قصيرة وسهلة التذكر تدعم فكرة الحملة.
- رقصة بسيطة تمثل خطوات غسل اليدين: الرقصة كانت سهلة التعلم ويمكن للجميع المشاركة فيها، مما جعل الحملة تنتشر سريعًا.
- مشاركة عدد من المؤثرين المعروفين: شاركت الحملة بعض المؤثرين الذين يمتلكون جماهير ضخمة على المنصة، مما ساعد على نشر الرسالة بسرعة أكبر.
الهدف لم يكن فقط نشر الحملة، بل جعل الناس جزءًا منها بطريقة سهلة وممتعة. جعلت الحملة الجميع يشعرون بأنهم قادرون على المشاركة والإسهام في تغيير سلوكيات الوقاية، دون الشعور بأنهم مجبرون على ذلك.
يمكنك الإطلاع أيضًا على: قصة شعار كيت كات وكيف جمع بين التغيير والحفاظ على طابعه المميز؟
لماذا كان تيك توك هو الاختيار الأذكى لديتول؟
اختيار تيك توك لم يكن صدفة. في وقت الحملة، كانت منصة تيك توك من أكثر التطبيقات استخدامًا عالميًا. ومع بداية الجائحة، أصبحت المنصات الاجتماعية، وبالأخص تيك توك، ساحة للتفاعل بين الشباب. الجمهور كان جاهزًا للمشاركة والتفاعل، وكان يبحث عن شيء يكسر الروتين اليومي ويبعث على الأمل في هذا الوقت الصعب.وكانت ديتول تدرك تمامًا أن الشريحة المستهدفة كانت من الأعمار بين 13 سنة فما فوق، وهي فئة نشطة في هذه المنصة. كما أن التفاعل في تيك توك كان يتسم بالسهولة والمرونة، مما جعل الحملة تصل إلى أعداد ضخمة من الأشخاص.
خلال أول 4 أيام من الحملة، وصلت عدد المشاهدات إلى أكثر من 8 مليار مشاهدة، وبعدها في وقت قليل وصلت إلى 16 مليار مشاهدة.
هذه الأرقام لم تكن نتيجة إعلانات ضخمة أو حملات تقليدية، بل بسبب بساطة الفكرة، توقيتها المناسب، واعتمادها على الجمهور نفسه لنشر الرسالة. الحملة كانت مثالًا حيًا على كيف يمكن لمنصة مثل تيك توك أن تتحول إلى أداة قوية في نشر التوعية وتعزيز الوعي الصحي.
تعرف أيضًا على: قصة نجاح مخرج الإعلانات علي علي - من القاهرة إلى العالمية
الدروس التي قدمتها حملة ديتول
- لا تنتظر الوقت المثالي، بل اصنعه: ديتول لم تنتظر الأوقات المثالية. بل استخدمت الوضع الصعب وجعلته فرصة تواصل مع جمهورها بطريقة مبتكرة.
- حتى الأزمات تحمل فرصًا للتواصل بشكل حقيقي مع الناس: الأزمة الصحية العالمية كانت بمثابة تحدٍ، لكن ديتول حولت هذا التحدي إلى فرصة حقيقية للتفاعل مع الجمهور بطريقة غير تقليدية.
- لا تخاطب جمهورك بأسلوب تقليدي في وقت غير تقليدي: في أوقات الأزمات، يجب على العلامات التجارية أن تتغير وتبتكر في أساليب التواصل. الأوقات غير التقليدية تتطلب أفكارًا مبتكرة وأساليب جديدة.
- البساطة، التوقيت، وفهم المنصة يمكن أن يصنعوا فرقًا ضخمًا: هذه الحملة لم تكن معقدة. كانت الفكرة بسيطة، لكن تنفيذها كان مثاليًا للتوقيت والمنصة المستهدفة.
ديتول لم تغير العالم، لكنها عرفت كيف توصل رسالة مهمة في وقت صعب، بأسلوب غير ممل. وهذا هو الفرق بين الإعلان العادي والإعلان الذي يترك أثرًا في الذاكرة. ديتول استطاعت استخدام تيك توك على أفضل وجه، وفي وقت حساس للغاية، لتصل إلى ملايين الأشخاص حول العالم.
الآن هو الوقت المثالي لتكون مبتكرًا، فقط احرص على اختيار التوقيت والمنصة التي تتناسب مع جمهورك.

كاتب المقال
فريق ليرنن ديجيتال